|
بقلم الشيخ جميل الربيعي
لما كانت مرحلة الشباب فترة حساسة ودقيقة وسريعة المرور فهناك مخاطر جمة يمكن أن تداهم الشباب إذا لم يأخذوا حذرهم . نذكر منها :
1 - الفراغ: من مميزات الشباب الحيوية, والطاقة, والحركة المفرطة أحياناً وإذا لم يجد ما يصرف به تلك الطاقة بطرق شرعية فإنه ينجر إلى طرق ملتوية قد تهوي به إلى مستنقع الرذيلة؛ ولذلك من أهم ما يشغل بال المفكرين المصلحين هو كيف يملؤن فراغ الشباب؟ لأنَّهم يعلمون أنَّ الوقت الفائض الذي يجعل الشاب عاطلاً يجره إلى التمرد والشغب, وفي بعض الدول الغربية تشكلت من هؤلاء الشباب عصابات خطيرة للسلب والاعتداء, والسرقة, والاغتصاب مما جعل أجهزة البوليس تضج منهم, إنَّ أوقات الفراغ تؤدي إلى الميوعة والابتذال والإسفاف في الأخلاق إلى أقصى الحدود, حتى أقاموا جزيرة العراة... هكذا يكون الفراغ مفسداً, أو مدمراً للشاب .
2 - أصدقاء السوء: ليس هناك من خطر يداهم الشاب كأصدقاء السوء فإنَّ الإنسان ابن محيطه يتأثر بمن يعاشر سلباً أو إيجاباً.
إنَّ (الذي يقيم علاقة مع رفيق السوء ليس فقط يحرم نفسه من بلوغ الكمال بل إنَّه يفرط بكمالاته الفطرية وفضائله الطبيعية، وبالتالي سيعرض نفسه لآلام دنيوية وعقاب أخروي, وحينما يبتئس ويشقى ويفقد دينه ودنياه يعض على أصابع الندم ويتمنى لو أنه لم يتخذ فلاناً خليلاً) ويبقى يردد ((يا ويلتي ليتني لم أتخذ فلاناً خليلاً))
ولهذا حذر أهل بيت العصمة والطهارة (ع) من مرافقة أهل السوء والعلاقة معهم، قال أمير المؤمنين علي (ع):
(اِحْذَرْ مُصَاحَبَةَ كُلِّ مَنْ يُقْبَلْ رَأْيُهُ ويُنْكَرُ عَمَلُهُ فَإنَّ الصَّاحِبَ مُعْتَبَرٌ بِصَاحِبِهِ).
(اِحْذَرْ مُجَالَسَةَ قَرِينِ السَّوْءِ فَإِنَّهُ يُهْلِكُ مُقَارِنَهُ (قرينه), وَيُرْدِي مُصَاحِبَهُ (صاحبه) ).
(صَاحِبُ السَّوْءِ قِطْعَةٌ مِنَ النَّارِ).
(جَلِيسُ الشَّرِّ نِقْمَةٌ) .
(صُحْبَةُ الأَشْرَارِ تُكْسِبُ الشَّرَّ كَالرِّيحِ إِذا مَرَّتْ بِالنَّتِنِ حَمَلَتْ نَتِناً)
(لا تَصْحَبْ الشِّرِّيرَ فَإِنَّ طَبْعَكَ يَسْرِقُ مِنْ طَبْعِهِ شَراً وَأَنْتَ لا تَعْلَمْ)
وعن الصادق (ع): (من يصحب صاحب السوء لا يسلم)
3 - وسائل الإعلام الاستكبارية سواء كانت مكتوبة, أو مسموعة, أو مرئية فإنَّ لها تأثيراً كبيراً في حياة الشباب؛ ولذا أُنفقت اليوم ثروات ضخمة؛ لأجل ذلك وبدأت هذه الوسائل تقتحم علينا بيوتنا كما هو اليوم في محطات التلفزة العالمية الموجهة بالأقمار الصناعية, وما تبثه من أفلام خليعة وأفكار منحرفة لها الأثر الفعال في حياة الشباب؛ لذلك يجب أن نفكر كيف نحمي أبنائنا منها بإيجاد البديل لها, وأن نقف موقفاً إيجابياً أي لا نمنع منها, بل نجد البديل الذي يجذب الشباب إليه .
|
|