|
دخل شريك النخعي القاضي يوما على المهدي العباسي فقال له: لابد أن تجيبني إلى خصلة من ثلاث خصال، قال وما هن يا أمير المؤمنين؟ قال: أما أن تلي القضاء، أو تُحَدّث ولدي وتعلمهم، أو تأكل عندي أكلة - وذلك قبل أن يلي القضاء - ففكر ساعة ثم قال: الأكلة أخفها على نفسي، فأجلسه وتقدم إلى الطباخ أن يصلح له ألوانا من المخ المعقود بالسكر (الطبرزد) والعسل وغير ذلك، فعمل ذلك وقدمه إليه فأكل، فلما فرغ من الآكل قال له الطباخ: والله يا أمير المؤمنين ليس يفلح الشيخ بعد هذه الآكلة أبدا. قال الفضل بن الربيع: فحدثهم والله شريك بعد ذلك، وعلم أولادهم وولي القضاء لهم، ولقد كتب له برزقه على الصيرفي فضايقه في النقد , فقال له الصيرفي: انك لم تبع به بزا! فقال له شريك: بل والله بعت به أكثر من البز، بعت به ديني!
المصدر: خلاصة عبقات الأنوار: لحامد النقوي: ج3 ص61.
|
|