|
بقلم الشيخ جميل الربيعي
تزكية النفس وتهذيبها:
ونقصد بالتهذيب هو تطهير النفس من كل ما يدنسها من آثام , وذنوب وأخلاق ذميمة ، وعادات سيئة … وهذا لا يحصل إلا بالمجاهدة، فإن التهذيب هو نتيجة من نتائج جهاد النفس.
وأهمية تهذيب النفس تتضح لنا إذا عرفنا أن الإنسان لا يمكن أن يفلح في الدنيا والآخرة من دون تهذيب نفسه، والقرآن الكريم صريح في ذلك حيث يقول: ((قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا)) (الشمس:9) فلا يفلح من لم يلجم نفسه عن الشهوات الدنيئة، ولم يطهرها من الأخلاق الذميمة، وعن كل ما يبعدها عن الله تعالى. يقول أمير المؤمنين (ع):
(العارف من عرف نفسه فأعتقها , ونزهها عن كل ما يبعدها ويوبقها)
(خير النفوس أزكاها)
(خير الناس من طهر من الشهوات نفسه)
(طهروا أنفسكم من دنس الشهوات تدركوا رفيع الدرجات)
(من لم يهذب نفسه لم ينتفع بالعقل)
محاسبة النفس:
وهي من أعظم آليات التهذيب والتزكية، والإصلاح.
يقول أمير المؤمنين (ع): (ثمرة المحاسبة صلاح النفس) .. ثم إن المحاسبة سبيل الأمان، والسعادة، والنجاح، وهذا ما دلت عليه أحاديث أطباء النفوس.
يقول أمير المؤمنين (ع):
(من حاسب نفسه سعد)
(من حاسب نفسه ربح)
(من تعاهد نفسه بالمحاسبة أمن فيها المداهنة)
والسر في ذلك أن الإنسان عندما يواظب على محاسبة نفسه بدقة وشدة ضمن منهج تربوي سليم. فإنه يقف على ما فيها من نواقص ومعايب، وما فيها من عناصر الضعف والقوة. وحينئذ يعرف ما يصلحها وما يفسدها. وأدق عبارة في ذلك ما جاء عن أمير المؤمنين (ع): (من حاسب نفسه وقف على عيوبه ، وأحاط بذنوبه، واستقال الذنوب، وأصلح العيوب)
وأما إذا أهمل نفسه وتركها تلهث وراء أهوائها فإنه يجرها إلى الهلاك والهوان، والشقاء الدائم في الدنيا والآخرة، ويكون مثله مثل المريض الذي لا يدري أنه مريض , ويبقى المرض ينخر في بدنه حتى يقضي عليه , وهذا ما صرح به أمير المؤمنين (ع) قائلاً:
(من أهمل نفسه أهلكها)
(من أهمل نفسه خسر)
(من أهمل نفسه أفسد أمره)
(من سامح نفسه فيما يحب طال شقاؤه) وسيأتي بحث مفصل عن المحاسبة إن شاء الله تعالى .
يتبع...
المصدر: كتاب دراسات أخلاقية في ضوء الكتاب والسنة |
|