عن ابن عباس أنه مر (بعد ما كف بصره) بمجلس من مجالس قريش، وهم يسبون علياً (ع) ، فقال لقائدة: ما سمعت هؤلاء يقولون؟ قال: سمعتهم يسبون علياً. قال: فردني إليهم، فرده. فوقف عليهم. فقال: أيكم الساب لله تبارك وتعالى. قالوا: سبحان الله من سب الله فقد أشرك. فقال: أيكم الساب رسول الله (ص)، قالوا: سبحان الله من سب رسول الله فقد كفر. قال: فأيكم الساب علي بن أبي طالب. قالوا: أما هذا فقد كان. قال ابن عباس: فأنا أشهد بالله لقد سمعت رسول الله (ص) يقول: من سب علياً فقد سبني، ومن سبني فقد سبب الله عز وجل. ثم تولى عنهم. وقال لقائده: ما سمعتهم بقولون. قال: ما سمعتهم قالوا شيئا. قال: كيف رأيت نظرهم الي حين قلت ما قلت لهم؟ فقال شعراً:
نظروا إليك بأعين مزورة * نظر التيوس إلى شعار الجازر
فقال : زدني لله أبوك. فقال:
خزر الحواجب ناكسوا أذقانهم * نظر الذليل إلى العزيز القاهر
فقال : زدني لله أبوك.فقال : ما عندي ما أزيدك.قال : لكن عندي.ثم قال :
أحياهم خزياً على أمواتهم * والميتون فضيحة للغابر
المصدر: شرح الأخبار للقاضي النعمان المغربي: ج1 ، ص 155 .